الجامع الكبير

الثريا الكبرى بالجامع الكبير بتازة: 

يمتلك المغرب في مجال الصناعات مثالا مؤرخا ألا وهو الثريا الكبرى بالمسجد الكبير بتازة، لقد ذكر صاحب القرطاس أنه في سنة 693 للهجرة كمل مسجد تازة وزين بالثريا الكبرى النحاسية التي تزن اثني وثلاثين قنطارا وتحمل خمسمائة وأربعة عشر كأس أو فنجان وعوضت راهنا بمصابيح كهربائية،علقت في وسط المسجد، أمر بصناعتها السلطان يوسف أبو يعقوب وقد تكلفت تلك الأعمال ثمانية آلاف دينار. ويذكر م. تيراس أن تلك الثريا وضعت بمكانها سنة 1294م وأنها تعتبر أكبر ثريا في الإسلام إذ يبلغ ارتفاعها بما في ذلك القائم أربعة أمتار ونصف المتر ويبلغ قطرها مترين ونصف المتر. هذا ولا زالت زخرفتها ذات غنى وذات قيمة تسترعي الاهتمام فقد حفظت فناجين الثريا على نحو رائع، وقد نقشت عليها آيتان: الأولى من سورة النور تبتدئ بعد التعوذ والبسملة من قوله تعالى: } الله نور السموات والأرض { إلى قوله تعالى } والله يرزق من يشاء بغير حساب { والآية الثانية من آخر سورة البقرة تبتدئ بعد التعوذ والبسملة من }  آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمومنون { إلى قوله تعالى } فانصرنا على القوم الكافرين { ، كما نقش في أسفل دائرتها أبيات تعرف بنفسها للزائر، تقول الأبيات:

 

يا ناظرا   في جمالي   حقق   النظرا *** ومتع الطرف في حسني الذي   بهرا

أنا الثريا   التي   تازا   بي   افتخرت *** على   البلاد   فما مثلي الزمان   يرى

أفرغت في قالب الحسن الــبديع كمــا *** شاء   الأمير   أبو   يعقوب   إذ   أمرا

في   مسجد    جامع    للناس   أبدعه *** ملك    أقام    بعون     الله    منتصرا

له    اعتناء     بدين    الله    يظهره ***   يرجو به   في   جنان الخلد ما ادخرا

في   عام   أربعة    تسعون    تتبعها ***   من   بعد ست   من المئتين قد سطرا

تاريخ   هذه   الثريا   والدعاء   لأبي ***   يعقوب بالنصر دأبا   يصحب الظفرا

 

ثريا المسجد الأعظم بتازة

ويقابل محراب هذا المسجد جرس زيدت فيه بعض الدوائر النحاسية المنقوشة فأصبح على شكل ثريا صغيرة الحجم، وقد صممت طبقا للتقاليد المتبعة بعد مراعاة تلك القواعد مع مقاييسها المصغرة، وينتهي ساق هذه الثريا القصيرة بحلقة ذات خمسة فصوص وضعت فوق زهيرة ويتشكل جسمها من ثلاثة أجزاء منشورية الشكل مسدسة الاضلاع ذات ارتفاع تنازلي، وتقترب بهيئتها من شمعدان القرويين الذي يذكر بعصر محمد الناصر الخليفة الموحدي الرابع.

هذا وقد قال بعض الشعراء في محراب هذا الجامع وفي الثريا العظيمة والعنزة البديعة الصنع هذه الأبيات:

                           يكفيك يا  تازا  فخرا ***بمسجد       يتباهى

                           قل    نظيره    حسنا***فضله  لا      يتناهى

                           محرابه    و    الثريا*** حاز  العلا  و حواها

                           قد أبدعت فيه  عنزا***يكفي الفتى أن يراهـا

                           أحسنت يا ابن فتوح***اتقانها  فـكـفـاهـا

                            تاريخها  رشد  خير***لمن    تـولى   بـناها

         يا رب  صل  وسلم***على     حبيبك     طـه

تم عمل هذا الموقع بواسطة